كتابات وآراء


19 يوليه, 2015 02:09:00 ص

كُتب بواسطة : فراس اليافعي - ارشيف الكاتب


كعادتها، تلفظ شواطئ عدن الطاهرة كل الأجسامالدخيلة على ثقافتها، فما بالكم بمليشيات متمردة بطشت وطغت ومارست أبشع أشكال الجرائمالإنسانية، وما جريمة قصف قارب التواهي إلا نموذج للقبح المتجذر في تجاعيد وجه المخلوعصالح، وحلفيه مراهق مرّان، عبدالملك.

 

 

 

للشهر الرابع تواليا، ملأت أجواء الحزنوالتعاسة وجه عدن الجميل وأهلها. لكن عدن لا تعترف بالاستسلام مطلقا، كما عُرف في تاريخها،وكانت أول من حمل راية المقاومة في اليمن، رافضة أن يسلبها مدنيتها قوم لا يجيدون غيرطاعة فرعونهم الأكبر، جاءوا من كهوف الجاهلية مشمّرين ثيابهم، يبحثون عن الجنة في عدن،كما أوهمهم لعينهم، بينما الأغبياء وسيدهم لا يعلمون أن جنتنا عدن، حاضنة الأديان والثقافاتوالتسامح مع كل من دخلها مسالما.

 

 

 

من المفارقات العجيبة، أن عدن وطهران، احتفلتامعا في ليلة واحدة، هي الليلة التي تجّرع فيها أوغاد المراهق والمخلوع مرارة الانكسارفي عدن، بعد أن ظلت طهران على مدى السنوات الماضية حليفا كبيرا للحوثيين ومؤخرا لصالح،استخدمتهم كورقة شبيهة بأوراقها في الشرق الأوسط لتدعم موقفها في مفاوضات ملفها النوويمع كبريات دول العالم، وها قد تخلت عنهم بعد أن وقعت اتفاق النووي لتنهي أزمة دامت12 عاما حوصرت خلالها اقتصاديا، وفي المقابل صرفت وجهها عن سلالمها بعد أن وصلت إلىغايتها.

 

 

 

عدن تخلع عباءة الحوثي وصالح التي أجبرتعلى ارتدائها مرغمة، وتتخلص الآن من رائحة هذه العباءة المقرفة، وينثر البحر نسيمهالمنعش ليستبدل الأوبئة التي ابتليت بها هذه الحاضرة بسبب جثث متعفنة لرهط متعفنين،وبدأت بوادر الانفراج تلوح بالأفق بمساندة سيخلدها التاريخ للتحالف العربي المشتركبقيادة المملكة العربية السعودية، بتدريب مقاتلين وإنزالهم إلى ساحة المعركة مرورابمدرعات وعربات ومعدات عسكرية حديثة، ووصولا إلى توفير غطاء جوي، إلى جانب الدور الفعالللمقاومة الجنوبية على أرض الميدان والذي بدوره أسهم بدرجة في تحقييق كل ذلك.

 

يبدو الجميع متعجلا هذه المرة للانتصار،فالمقاتلين متشوقين لمعانقة مدنهم وحاراتهم وتطهيرها من دنس الأوغاد، وفيما هم في غمرةذلك بعد تأمينهم مدينة خور مكسر ومطار عدن الدولي، سوف يستقبل المطار أولى الوفود الحكوميةالعائدة من الرياض،في القريب العاجل لتباشر مهامها العاجلة الممثلة في تأمين جميع مناطقعدن أمام عودة الجميع، وإنقاذ الوضع الصحي المتهالك، وانتشال المدينة من كارثة إنسانيةمحدقة. بعد ذلك يأتي الدور على بقية المحافظات المحتلة.

 

عدن تنتصر..