أخبار الإقليم

04 سبتمبر, 2014 08:59:54 ص

إقليم عدن /   منصور الغدرة  :


قطع متظاهرون حوثيون أمس الأربعاء، شوارع رئيسة في العاصمة اليمنية صنعاء، استمرارًا لتنفيذ خطوات التصعيد الثالثة والأخيرة، التي أعلنها زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي، قبل أيام للمطالبة بإسقاط الحكومة وإلغاء قرار رفع أسعار الوقود. فيما قالت مصادر في الرئاسة اليمنية لـ «المدينة» إن الرئيس هادي ينتظر عودة المبعوث الرئاسي المكلف بالتفاوض مع زعيم جماعة الحوثي والموجود حاليًا في محافظة صعدة شمال اليمن. ولم يصل إلى جواب نهائي من زعيم الحوثيين حول المبادرة التي أعلنتها اللجنة الوطنية وأيدتها الرئاسة اليمنية ومختلف المكونات السياسية والاجتماعية والحكومية.


وتجمع المئات من انصار جماعة الحوثيين في أغلب الشوارع الرئيسة بصنعاء لقطع خطوط السير وشل الحركة تنفيذًا لدعوة قائد الجماعة عبدالملك الحوثي بمواصلة التصعيد الميداني بعد رفضه لمبادرة اللجنة الرئاسية المتمثلة بتشكيل حكومة خلال أسبوع وخفض أسعار مشتقات الوقود الديزل والبترول بمقدار 500 ريال. وفي حين اعتبر مراقبون أن دعوة زعيم جماعة الحوثيين اليمنية لم تلقى استجابة وأن حشود المتظاهرين كانت ضيئلة جدًا، ولم تكن بذاك الحجم الذي كان يتوقع لها. إلا أن شهود عيان أكدوا لـ «المدينة» أن العشرات من المتظاهرين التابعين لجماعة الحوثي شلوا الحركة في العاصمة صنعاء، جراء تعمدهم قطع الشوارع الرئيسة للعاصمة والشوارع الفرعية المؤدية لها.


وقال شهود عيان إن متظاهرين حوثيين قاموا بقطع شارع الزبيري وسط العاصمة والذي يقسم المدينة نصفين ويمتد من غرب العاصمة حتى شرقها، وكذلك قطع متظاهرون آخرون حركة السير في ميدان التحرير وشارع كلية الشرطة وسايلة صنعاء القديمة وشارع تونس وجسر الصداقة وتقاطع كنتاكي والطرق المؤدية إلى مقر الحكومة والبرلمان.


وردد المتظاهرون هتافات مطالبة بإسقاط الحكومة، وإلغاء قرار رفع أسعار الوقود. وأقام انصار جماعة الحوثي في سايلة صنعاء القديمة جنازة رمزية للحكومة الذين يطالبون بإقالتها وكذلك جنازة لما اعتبر جرعتها السعرية. وبالمقابل انتشرت قوات أمنية بشكل كثيف، حول المنشآت الحيوية وفي عدد من شوارع صنعاء، تزامنًا مع انطلاق تظاهرات الحوثيين. ودعت جماعة الحوثي مساء الثلاثاء إلى الاحتشاد لمواصلة ما أسمته خطوات المرحلة الثالثة والأخيرة من التصعيد الثوري.


إلى ذلك، كشفت مصادر سياسية مطلعة يمنية أن المفاوضات لا تزال مستمرة في كهوف جبال مران بمحافظة صعدة، بين المبعوث الرئاسي عبدالقادر هلال وزعيم الحركة الحوثية، مؤكدة بأن الساعات القليلة القادمة ستحدد طبيعة الوضع والخيارات المحتملة خاصة وأن بوادر الأمل لا تزال عالية. وكانت اللجنة الرئاسية المكلفة بالتفاوض مع الحوثيين قدمت في اجتماع وطني موسع عقد الثلاثاء، مبادرة جديدة لحل الأزمة، تتضمن إقالة الحكومة الحالية، وتشكيل حكومة جديدة خلال أسبوع، وخفض أسعار المشتقات النفطية (500 ريال يمني) لسعر الدبة (20 لتر) بترول وديزل والبدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. إلا أن ما يسمى بأنصار الله «الحوثي» أعلنوا، عدم قبولها للمبادرة، بحسب الناطق باسم الجماعة «محمد عبد السلام» على صفحته الرسمية على «فيسبوك».


وجاءت هذه المبادرة، بعد يوم واحد من قيام أنصار جماعة الحوثي، بقطع شوارع رئيسة في العاصمة صنعاء، تلبية لدعوة زعيمهم عبدالملك الحوثي بالبدء في تنفيذ مرحلة التصعيد الثوري الثالثة والأخيرة والتي تتمثل بالعصيان المدني لإسقاط الحكومة، وإلغاء قرارها برفع الدعم عن المحروقات. وتنظم جماعة الحوثي منذ 14 أغسطس الماضي مظاهرات، وأقامت خيامًا للاعتصام حول مداخل العاصمة، ونقلت هذا الاعتصام إلى وسط المدينة.


وفي سياق متصل، علمت «المدينة» أن وزارة الدفاع اليمنية وجهت برفع الجاهزية القتالية في أوساط القوات الجوية اليمنية في عموم المطارات العسكرية. وأكدت المصادر أن قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن محسن ناصر قاسم أمر أمس الأربعاء، مقاتلي اللواء 190 دفاع جوي، بالتحلي باليقظة والحس الأمني الرفيع، والبقاء في استعداد دائم وجاهزية قتالية عالية لمواجهة أي طارئ. وأكد قاسم، خلال تفقده، جاهزية الأسلحة والعتاد العسكري والقتالي في اللواء واطلع على أحوال المقاتلين وتلمس همومهم، على ضرورة مضاعفة جهود التدريب والتأهيل والعمل على تعزيز وتطوير مستوى الأداء الذي يقدمه منتسبو اللواء وبما من شأنه تحقيق الاحتراف والتميز في تنفيذ كافة المهام والواجبات المسندة.


جريدة (المدنية ) السعودية