علوم وتقنية

24 أغسطس, 2014 04:26:00 ص

إقليم عدن/ وكالات:

بعد الارتفاع السريع لدرجات الحرارة في نهاية القرن العشرين مع تراكم الغازات المسببة لمفعول الدفيئة، باتت حرارة الأرض الآن شبه ثابتة منذ ذلك الحين في ظاهرة ناجمة عن التيارات في المحيط الأطلسي، على ما أظهر بحث جديد .

وقد عرضت أكثر من عشر نظريات لتفسير هذه المفارقة التي يرتكز عليها المشككون بواقع التغير المناخي .

ومن بين هذه الفرضيات، تأثير التلوث الذي يحجب أشعة الشمس وتجدد النشاط البركاني ووجود بقع على الشمس على ما يشير المشرفون على البحث في جامعة واشنطن في سياتل (شمال غرب الولايات المتحدة) والتي نشرتها مجلة "ساينس " الأمريكية .

وأظهرت أعمالهم أن الحرارة لا تبقى على سطح المحيط الأطلسي بل ينزل إلى أعماقه تنقله دوامة طبيعية من التيارات .

وأوضح المشرف الرئيسي على الدراسة كا-كيت تونغ، أن "عددا كبيرا من الأبحاث السابقة ركز على الأعراض فوق سطح الارض. أما نحن فركزنا على مراقبة أعماق المحيط ".

وتظهر الدراسة أن تيارا ينتقل ببطء في الأطلسي وينقل الحرارة بين القطبين تسارع في مطلع القرن الحادي والعشرين دافعا الحر الذي تمتصه المياه السطحية إلى عمق 1500 متر .

وقال الباحث :"هذا الاكتشاف يشكل مفاجأة، لأن فرضية التيارات التي تدفع الحر إلى أعماق المحيطات كانت تتجه نحو المحيط الهادئ كمصدر رئيس للحرارة المفقودة ".

وأوضح كا-كيت تونغ "هناك تيارات بحرية دورية تسرعها ملوحة المياه ويمكنها ان تخزن الحر في اعماق المحيط الاطلسي ومياه المحيطات الجنوبية ".

عندما تكون المياه عند سطح المحيط أكثر ملوحة تصبح أثقل، وتنزل إلى الأعماق آخذة معها الحر المخزن على ما أضاف .

وسجلت القياسات الأخيرة المنجزة على سطح شمال المحيط الأطلسي ملوحة قياسية فيما المياه في أعماق المحيط أكثر حرا .

وتفيد معطيات تاريخية أن هذه التيارات تتغير كل ثلاثين عاما تقريبا مع توالي الدورات التي تخلف مياه أكثر حرا عند السطح أو أكثر برودة عندما يدفع الحر إلى الأعماق .

وقال هؤلاء الباحثون إن الاحترار السريع في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين يعود بنسبة 50 % إلى الغازات المسببة لمفعول الدفيئة والنسبة المتبقية إلى دورة هذه التيارات في المحيط الأطلسي التي أبقت الحر في المياه السطحية .