أخبار الإقليم

25 مارس, 2018 06:12:18 م

اقليم عدن / القاهرة 

 

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر لن تستطيع أن تأخذ مكانتها إلا بالبحث العلمى والمعرفة، مشددا على أن الدولة ستفعل كل ما يمكن عمله فى هذا الاتجاه لتحصل على المكانة الحقيقية التى تستحقها فى مصاف دول العالم وستكون أشد حرصا الآن والسنوات المقبلة على بذل كل الجهد لكى تقفز على الزمن لتحقيق النتيجة، معربا عن ثقته الكبيرة فى قدرات المصريين، مؤكدا أن مصر بها عقول نيرة كثيرة تحتاج فقط من الدولة والحكومة الدفع بهم للاستفادة من علمهم وأبحاثهم.

جاء ذلك فى كلمة الرئيس السيسى أمام المؤتمر القومى للبحث العلمى المنعقد تحت شعار «إطلاق طاقات المصريين»، الذى تنظمه وزارة التعليم العالى والبحث العلمى ، بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى وعدد من الوزراء وكبار المسئولين وباحثين وعلماء مصريين من الداخل والخارج، ومن المعاهد البحثية والجامعات المصرية.

وأضاف الرئيس السيسى أن الدولة مازالت بحاجة لمجهودات المجتمع لدعم مساعى الدولة للارتقاء بمجال البحث العلمى والابتكار، قائلا: «أيها المجتمع المفكر المثقف نحن بحاجة إليكم وإلى عقولكم وأبحاثكم للتغلب على مشكلات مصر».

وقال الرئيس إن مصر تتحرك بجهد ومواجهة حقيقية لتأخذ مكانها الذى تستحقه، مضيفا «إننا لا نبحث عن الترتيب فقط بل هو مؤشر على مدى جودة التعليم الذى نقدمه بيننا وبين الآخرين».

وأشار الرئيس إلى أنه منذ عام 2007 تعمل مصر على مشروع الفضاء المصرى حتى الآن ، يعنى أن دعم البحث العلمى ليس بتنفيذ جميع الأفكار ولكن بالتركيز على الأفكار الحقيقية التى تدعم تقدم وتنمية الدولة.

وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى أهمية البحث العلمى فى معالجة قضايا مثل تلوث المياه والصرف الصحى والبحيرات، متسائلا: «لو أننا متقدمون، هل ستكون هذه حالنا فى بحيراتنا فى المنزلة والبرلس وأى بحيرة أخرى داخل مصر؟»

وقال الرئيس إن مصر تواجه تحديات عديدة فى المرحلة الراهنة، فرضتها ظروف دولية وإقليمية وداخلية ما بين الإرهاب الذى أطل بوجهه القبيح خلال السنوات الماضية أو حالة عدم الاستقرار السياسى التى شهدتها مصر بعد عام 2011، أو فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية التى كانت فى أمس الحاجة للتدخل العاجل.

وأضاف «لقد استندت مواجهاتنا فى هذه التحديات إلى منهج شامل ومتكامل، فقد سعينا أولا: لتثبيت أركان الدولة المصرية، وتقوية وترسيخ مؤسساتها واستعادة الاستقرار الذى دونه لا يمكن المضى قدما فى معالجة مشكلاتنا» .

وتابع الرئيس السيسى قائلا «ثانيا..وضعنا إستراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب تتضمن أبعادا ثقافية واجتماعية بجانب الأبعاد العسكرية والأمنية، وفى هذا السياق أطلقنا العملية (سيناء 2018) التى تنفذها القوات المسلحة والشرطة وتحقق نجاحات كبيرة تطمئننا إلى أننا على الطريق الصحيح نحو محاصرة الإرهاب والقضاء عليه..ولعل الدماء الطاهرة التى سالت من شهداء وأبطال وأبناء مصر تكون لنا دوما نبراسا منيرا ودافعا قويا لتحقيق ما استشهد هؤلاء الأبطال من أجله».

وأضاف الرئيس أن المنهج الثالث الذى تم اتباعه للتعامل مع التحديات الجسام التى واجهت مصر خلال السنوات الماضية هو النهوض بأوضاع الاقتصاد الذى تضرر بشدة من حالة عدم الاستقرار بعد عام 2011، قائلا : «لم نلجأ لمسكنات ضررها أكبر من نفعها، ولم نروج للوهم والآمال الكاذبة بل عمدنا لمصارحة الشعب بالحقائق كما هي».

وأكد الرئيس قائلا : «تعاهدنا جميعا على تحمل فواتير الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى الحقيقي، الذى وإن كانت له تكلفته فإنه الطريق السليم والوحيد لبلوغ آمالنا الكبيرة لوطننا الذى عاهدنا الله أن نضعه فى مصاف الأمم والمجتمعات المتقدمة، بجهودنا المشتركة وتضحياتنا جميعا بالعرق والجهد والدم».

وأشار الرئيس إلى أن نشاط البحث العلمى يأتى فى القلب من معركة الإصلاح والتحديث الشامل التى تخوضها الدولة، بالإضافة إلى دعم الابتكار والمبتكرين، وتمكين الشباب وربط البحث العلمى بخطة الدولة للتنمية، ودعم المشروعات القومية الكبري، وبدء جنى ثمار تطبيق مخرجات البحث العلمى فى مجالات الطاقة والمياه والزراعة والغذاء والصحة والدواء، مما يدعو للثقة بالنفس والفخر، والتفاؤل بالمستقبل، مستندين فى ذلك إلى رؤيتنا الواضحة للتنمية 2030.

وأضاف أن الإستراتيجية الوطنية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، تولى أهمية قصوى لتنويع مصادر الدخل ومحاربة الفقر وتعزيز اقتصاد المعرفة، من خلال تنمية الموارد البشرية والابتكار، وريادة الأعمال وتعميق التصنيع المحلي، ونقل وتوطين التكنولوجيا، وبناء جسور للتعاون الفعال بين علماء مصر فى الداخل والخارج .

وأوضح الرئيس أن البحث العلمى يعد خيارا استراتيجيا لتجاوز مختلف الصعوبات التى تعترض خطة التنمية، خاصة أن التنمية التى لا تتأسس على مقومات علمية تدعمها وتطورها تظل تنمية هشة، مفتقدة أسسا متينة، كما أن الاعتماد على معطيات ونتائج البحث العلمي، وتلافى الارتجال والعشوائية فى اتخاذ القرارات ينعكس بالإيجاب على تطور المجتمع وتنميته بشكل مستدام ومستقر.

وأضاف أن أهمية الاستثمار فى مجالات البحث العلمى والتطوير والابتكار تأتى كأداة استراتيجية من شأنها الإسهام فى تحقيق التنمية الشاملة .

وفى هذا السياق، أكد الرئيس حرص مصر على بذل أقصى الجهد لتجعل من العلم مرفقا عاما للناس جميعا، مشيرا إلى أن الدولة  خطت فى ذلك خطوات كبيرة، وكانت فى كل خطوة إضافة جديدة تزيد من قوة البناء العلمي، فأنشئت الهيئات والمؤسسات العلمية والبحثية التى كانت لها إضافات مهمة أدت لرسوخ الإيمان بأهمية البحث العلمى والتكنولوجى فى بناء الأمة ونهضتها، وفى السنوات الأربع الأخيرة أولت مصر البحث العلمى أهمية خاصة رغم كل التحديات .

وأضاف الرئيس قائلا : «بقراءة سريعة لإجمالى الدعم الذى قدمته الحكومة لمشروعات البحث العلمى ودعم الابتكار والمبتكرين، نجد أنه اقترب من 3 مليارات جنيه، حيث شمل ذلك تطوير المعامل بنحو 500 مليون جنيه، ودعم البحوث الأساسية بنحو 540 مليون جنيه، ودعم المبتكرين والنشء وشباب الباحثين بنحو 100 مليون جنيه».

وأشار الرئيس إلى أن الدولة دعمت أيضا مشروعات بحوث وتطوير فى مجالات الطاقة والمياه والزراعة، وتعميق التصنيع المحلي، وربط البحث العلمى بالصناعة، والحاضنات التكنولوجية، بإجمالى تمويل تجاوز 600 مليون جنيه، والتعاون الدولى بأكثر من 240 مليون جنيه، وإتاحة قواعد البيانات والمجلات والمراجع العلمية من خلال بنك المعرفة المصرى بنحو مليار جنيه، بالإضافة إلى الحصول على منح مشروعات بحثية ممولة من الاتحاد الأوروبى بنحو 500 مليون جنيه.

وقال الرئيس إن العصر الذى نعيشه الآن هو عصر التحدى العلمى والتكنولوجي، وهو عصر يعتمد على المشاركة العالمية، ولا نفاذ فيه إلى الأسواق الخارجية إلا من خلال الإبداع والتعليم عالى الجودة والتدريب الراقي، مشيرا إلى أن السباق الحضارى هو أحد سمات العالم المعاصر الذى يعتمد على ما تنتجه الشعوب من ثقافة وعلوم وتكنولوجيا، وما يرتبط بها وما يقوم عليها من نمو اقتصادى عملاق.

واختتم الرئيس كلمته بتقديم خالص التحية والتقدير لعلماء مصر الأجلاء من الباحثين والمبدعين والمخترعين، مؤكدا لهم ثقته وثقة الشعب المصرى فى قدراتهم وإمكاناتهم وإخلاصهم، لتحقيق طموحات وآمال الشعب المصرى العظيم فى بناء وطن حديث متقدم، ينعم بالازدهار والرخاء والسلام.


نقلا عن جريدة الاهرام